كليوباترة جزء 3

الفصل التالت من....كليوباترة



اول لقاء لى مع كليوباترة



وفى اليوم التالى ودعت خالى ورحلت الى ابوثيس
ولما اصبح كل شىء معد لرحيلى جاء ابى ليودعنى


وقال ...اه ..ياولدى
ليتك لم تكن قويا وحسن المظهر هكذا ..انك فى الحقيقة اقوى رجل فى مصر واحسن مظهرا ..
ولذلك احذرك من ساحرات الاسكندرية لئلا تتسلل احداهن الى قلبك وتكشف سرك ..



.فقطبت جبينى واجبته قائلا ...
لا تخف ياابت فافكارى متجهة نحو اشياء اخرى غير الشفاه الحمراء والعيون الباسمة




فقال ابى ....حسنا امل ان يتحقق ما تقول ..والان وداعا..



وهكذا حدث ان سافرت مرة اخرى بطريق النيل بصفتى الابن الذى تبناه الكاهن الاعظم
والذى رفض ان يخدم الالهة واختار ان يذهب الى الاسكندرية ليبحث عن عمل له




وفى الليلة العاشرة وكان الزورق يبحر مع الريح وصلت الى مدينة الاسكندرية العظيمة
ذات الالف مصباح يعلوها جميعا الفنار الابيض وهو احد عجائب الدنيا
ومن قمة المنار كان ينبعث نور مثل نور الشمس فوق مياه الميناء
فيرشد البحارة وهم فى عرض البحر




رسا الزورق ووقفت مندهشا لما رايته من بيوت عديدة ولجلبة الاصوات من مختلف اللغات ...
وبينما كنت واقفا جاء شاب ولمس كتفى وسالنى عما اذا كنت قادما من ابو ثيس وعما اذا كان اسمى ...هارماكيس..




فاجبته بالايجاب ثم طلب الى ان اتبعه وسرنا فى شوارع تضيئها المصابيح الى ان وصلنا الى شاطىء الميناء العظيم فتحولنا الى اليمين



حتى وصلنا الى مكان اكثر هدوءا من غيره ...
وفى الحال وقف مرشدى امام بيت مبنى من الحجر الابيض
فدخلت البيت ومررنا بفناء صغير ثم دخلنا غرفة مضيئة


حيث وجدت فى النهاية خالى سيبا وقد سره ان رانى سالما


اغتسلت ثم تناولت الطعام ..وبعدها اخبرنى خالى سيبا ان كل شىء على ما يرام وانه لا يوجد فى البلاط ..
حتى ذلك الوقت من يتوقع شرا ...



واخبرنى ايضا اننى سارى كليوباترة فى اليوم التالى وهو يوم ميلادها
لانها ستمر فى موكب رسمى من قصرها الى المعبد لتقدم قربانا



ولانى كنت متعبا ذهبت لاستريح الا اننى لم استطع ان انام لان المكان كان غريبا لى
والشوارع صاخبه ولانى كنت افكر فيما سيحدث فى اليوم التالى فنهضت والظلام مخيم
وصعدت الدرج الى سطح المنزل وانتظرت


وسرعان ما انطفئت اشعة الشمس كالسهام وسقطت على الفنار العجيب الابيض فخفت ضوءه فى الحال
ثم اختفى كما لو كانت الشمس قد قتلته


ثم سقطت اشعة الشمس على القصر حيث ترقد كليوباترة واضاته حتى تالق كما تتالق جوهرة فى قاع بحر بارد مظلم ..



وبينما كان الفجر يتحول الى نهار كان فيض من الضوء ينتشر على الارض المنخفضة
مما جعل الاسكندرية تبدو حمراء عند شروق الشمس



وكان خالى سيبافى الغرفة التى اقف فوق سقفها ...
نزلت من فوق سطح المنزل وقلت له كنت اراقب شروق الشمس على مدينة الاسكندرية ..


فاخبرنى ان الوقت قد حان للخروج لمشاهدة موكب كليوباترة وهى ذاهبة الى المعبد



ولذلك خرجنا ...الا اننا وجدنا صعوبة فى شق طريقنا لا الجماهير غفيرة ..



كانت قد سبقت وتجمعت فى الشوارع وفى النهاية وصلنا الى مكان مسقوف
حيث جلسنا على اريكة وانتظرنا بضع ساعات نرقب المارين
وهم يصيحون ويغنون ويتكلمون بلغات عديدة زكان صوتهم عاليا ...واخيرا


وصل الجنود كى يفسحوا الطريق من الزحام ..وجاء بعدهم جنود يلبسون الدروع ومر فرسان يلبسون الدروع كذلك ..


ثم جاءت نساء جميلات يسكبن العطور على الطريق واخريات ينثرن الزهور واخيرا علت صيحة تعلن قدوم

كليوباترة


وبينما كنت اشق لنفسى طريقا وسط الجموع رايت عبيدا نوبيين مسلحين بعصي غليظة
يضربون الناس و لقد استرعي انتباهي احد العبيد اكثر من غيره اذ كان عملاقا قويا يضرب الناس بلا سبب .


ضرب هذا العبد امراءة تحمل طفل صغير فسقطت المراءة علي الارض


و سرت همهمة بين الناس تنم عن الاستياء ..غلى دمى في عروقي لهذا المشهد و لم استطع ان اكتم غيظي



و كان في يدي هراوة من خشب الزيتون ..وبينما كان العبد يضحك من منظر المرأة المسكينه وطفلها يتدحرجان على الارض .....


رفعت عصاى وهويت بها عليه فتكسرت على كتفى العملاق وتدفق الدم منه


صرخ العبد الما وغضبا وتحول مندفعا فى ثورة الى ..
وبينما كان يندفع نحوى ضربته بقبضة يدى بين عينيه ..
عندئذ صاح الناس وكانوا يحبون ان يشاهدوا قتالا يدور وكانوا يعرفون ان الرجل مصارع محترف ...



استجمع العبد قوته وتقدم نحوى وهو يسب ثم رفع هرواته وهوى بها بطريقة كانت لاشك قاتلة لو لم اتجنبها ...



وهكذا هوت العصا على الارض بشدة حطمتها ..
فصاح الناس مرة اخرى واندفع العملاق نحوى وقد اعماه الغضب ليضرب بى الارض


فصرخت وانا اقفز الى عنقه وظللنا ندور الى ان القى العملاق بنفسه الى الارض معتقدا انه بهذه الطريقة


سيتخلص من قبضتى ..الا انى ازددت تشبثا بعنقه واخذنا نتدحرج على الارض معا
الى ان خارت قواه لعجزه عن التنفس ..ثم ضغت بركبتى فوق صدره وكدت اقتله



فى ثورة غضبى لو لم يندفع نحوى خالى وغيره من الناس ويجذبوننى بعيدا عنه



المركبة التى تجلس فيها الملكة قد وصلت اذ ذاك الى المكان الذى كنا فيه وتوقفت بسبب العراك


فنظرت ورأيت كليوباترة لاول مرة وجها لوجهة
وكنت ممزق الثياب لاهث الانفاس وملابسى متلطخة بدماء النوبى
وكانت مركبتها كلها من الذهب تجرها خيول ناصعة البياض وكانت كليوباترة
جالسة فى مركبتها وعلى جانبى المركبة تقف فتاتان جميلاتان تروحان عليها بمراوح لامعة


وكان على رأس كليوباترة غطاء رأس ايزيس وحول رقبتها ياقة كبيرة مرصعة بالزمرد رأيت كل هذا بنظرة واحدة


ثم نظرت الى وجهها الجميل فتلاقت عيناى بعينيها الجميلتان كانت عيناها فى اول الامر
تشعان غضب ولكن سرعان ما رقت نظرتها عندما رات كليوباترة الرجل الذى تغلبت عليه
وعرفت انه المصارع المحترف ..


فاستدارت والقت ببضع كلمات الى رجال حرسها فتقدموا وقادونى اليها


وقفت اما مهاوقد طويت ذراعى فوق صدرى مع اننى اخذت بجمالها الفاتن
الا اننى كرهتها فى قرارة نفسى..فابغضت تلك المرأة التى تجرأت فلبست ثيلب ايزيس


وبعد ان فحصتنى من قمة رأسى الى اخمص قدمى ...0قالت بصوت خفيض رزين ..


من انت وماذا تعمل ايها المصرى الذى تجرأ بضرب عبدى وانا اسير بمركبتى وسط مدينتى ....


فاجبتها بشاجاعة ..انا هارماكيس ...هارما كيس الذى يعمل منجما وقد جئت الى هنا لابحث عن عمل لى ...




ولقد ضربت عبدك لانه ضرب المرأة هناك فاوقعها على الارض ....


.فقالت ان الاسم جميل يا هارماكيس له رنين عذب على المسامع ومنظرك له اثر جميل فى النفس ...


ثم تحدثت الى جندى رأى كل ما جرى وامرته بان يخبرها بما حدث فقال لها الحقيقة


وبعد ذلك استدارت وتحدثت الى الفتاة التى كانت تحمل المروحة وهى امرأة
ذات شعر مجعد وعينين عسليتين يبدو فيهما الخجل وعلى جانب كبير من الجمال..
ثم واصل الموكب سيره بعد ذلك


وحولت المرأة الجميلة التى تحمل المروحة وجهها نحوى وتلاقت عينانا فابتسمت ...


.وفى طريقنا الى المنزل لامنى خالى لتهورى ..الا انه عندما دخلنا المنزل هنأنى
وهو مبتهج لانى تغلبت على العملاق ولم يصبنى من الاذى الا القليل


انتهى الفصل الثالث ...وعنوان الرابع ......تشيرمان