السجن وصوره

موضوع: السجن وصوره الخميس نوفمبر 12, 2009 11:32 pm

أريد ان أأخذكم الى عالم السجناء ........ و فى البداية قبل دخولك بمخيلتك وأحساسك الى هذا العالم ، لنتعرف اولا على ما هو السجين ؟

هو شخص ما ، قابع بمكان موحش ، فاقد أغلبية الحقوق ، حاسس بكل النعم التى أنعم الله بها على العباد وهو بسجنه فاقدها .......... أبسط الاشياء التى لا تشعر بها أنت هى لديه نعمة كبيرة ويتمنى ان يلمسها بيديه .

عندما يسجن السجين بسجن انفرادى لكى يعدم يسجن فى مساحة صغيرة جدا لا تجعله قادر على فرد ذراعيه ......... يا الله ..... ان تفرد ذراعيك تماما أصبحت نعمة لدى السجين ، المسجون بحبس انفرادى وينتظر الاعدام ، وليته ينالها .

تخيل هذا ....... تخيل انك يا انسان ، حر تفعل أشياء كثيرة عدة لا تشعر بأهميتها على الاطلاق ولا تشعر بانها نعمة تحسد عليها من قبل سجين بحبس انفرادى بغرفة كلها جدران ولا تكفيه لان يمد ذراعيه ويأخذ نفسا عميقا يملىء رئتيه .

أتشعر به الان ........ تخيل انك مكانه وتحرم من أبسط الحقوق ، تحرم ان ترى الشمس ، تحرم ان ترى السماء ، تحرم ان ترى الورود وتلمسها بيديك وتشمها أنفك وتملاء رئتيك برحيقها
تخيل يا أنسان وأنت الان حر .

شعرت به ........ تخيل انك هو ولو لدقائق قراءتك لتلك الكلمات ........ تخيل ، وقارن بين ما تتمناه أنت الان وبين ما يتمناه هو....... ضع أمانيك أمام ما يتمناه ، وقارن ........ أترى الفرق الشاسع الذى هو بينكما الان .

أنت تتمنى المال والنجاح ، تتمنى وتتطمح ، تتمنى وأنت تعلم انه من الممكن ان يتحقق كل ما تتمناه ......... بينما هذا السجين ، ما الذى يتمناه ؟ ان يفرد ذراعيه تماما ويشعر بفردهما وتستريح عضلاته ولا تضمر ........ يتمنى ان يرى الشمس التى تراها انت كل يوم وكل وقت ، وليته يتحقق ما يتمناه .......... بل يتمنى ولا يطمح ، يتمنى وهو يعلم انه لن تتحقق أمانيه .

دخلت فى أحساسه الان ، تعمقت فى داخله ......... تخيل اذا ، ان أمانيك وأحلامك لن تتحقق ومحكوم عليها بالاعدام قبل منك .......... الموت يحيط بك من كل جانب حتى أحلامك محكوم عليها بالاعدام ......... ما هذا العقاب ؟ أتستطيع ان تتحمله ؟

ما الذى صنعته يداك لتحصل على تلك الحياة ؟ وما هو أحساسك طوال الوقت وأنت كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة محبط بل ميت يتنفس الموت بكل لحظة فى كل شىء .

أتعلم !! من الممكن ان تكون كذلك رغم أنك لست سجين جدران معه .

هذا هو السجين ......... وهذا هو شعوره ........ وهذه هى حياته ........ وهذا هو ما ناله من الحياة .

أنت ما هو سجنك ؟ ........ وما هو شعورك ؟ ......... وما هى حياتك ؟ ....... وما هو ما نلته من الحياة الى الان ؟ .
ألست سجين فكرة واحدة ....... وهى انك لم تنعم بالكثير ..... انك محروم ....... انك لم تنال ما تستحقه الى الان ......... وعندما تقارن حالك بحال هذا السجين ، ما الذى تراه ؟ أترى الفرق الان ؟

لنتأمل اذا

ما هو السجن الحقيقى ؟

أتعتقد يا انسان يا الذى تنعم بالحرية ان السجن هو فقط الجدران ........ ان تسجن داخل جدران يسمى سجن ، أهذا هو برأيك ؟
نعم انه هو ، ولكنها ليست الصورة الوحيدة للسجن ......... بل هناك صورا أخرى للسجن
السجن الحقيقى هو ان تسجن نفسك داخل فكرة واحدة معينة ولا تخرج منها ، وتصبح سجين لها وتشعر بكل ما يشعر به ذاك سجين الجدران .

ألست تشعر بالاحباط عندما تسجن نفسك فى فكرة انك فاشل ........ ألست تشعر بالحرمان عندما تسجن نفسك فى فكرة انك فاقد للنعم ، بينما أنت تنال نعم عديدة لا تشعر بها ، وفاقدها سجين الجدران .

ألست تشعر بأنك ميت لانك سجين فكرة انك تريد ولا تطول ؟ ......... يشعر بها سجين الجدران لكن شتان بينكما فهو يريد ان يرى السماء ولا يطول ، بينما انت تريد المال والنجاح السريع ولا تطول ، هو يشعر بانه ميت وأنت تشعر كذلك ......... لكن شتان بين الصورتين .

أن أردنا ان نخرج من تلك الكلمات بعظة او درس لنا يعلمنا قيمة ما بين ايدينا ولا نعرف قيمته
ترى ما الذى يمكن ان نستنبطه بالفعل من كل هذا .

أن ترفض ان تكون سجين ........ لا تسجن نفسك فى فكرة واحدة تسيطر عليك ....... لا تخضع لها لكى تجعلك سجين محكوم عليه بالاعدام منتظرا الموت باى لحظة .

أتتك فكرة انك محروم اخرج منها على الفور بتذكرك لنعم عديدة ليست بيد كل مخلوق .

أتتك فكرة انك فاشل ولا تقوى على النجاح أخرج منها على الفور ، بتذكرك انك حر طليق يقوى على الحركة والعمل ، يقوى على النضال والكفاح ، يكفى انك تستطيع ان ترى السماء ان ترى فجر كل يوم ، فلتخرج منها وعلى الفور .

عندما تشعر انك ميت ولم تعيش الحياة كما أردت أخرج من تلك الفكرة على الفور بتذكرك ان حياتك بيد الله وليست بيد قرار من محكمة يصدر لك وعليك بالاعدام ........ لم يفت الاوان بعد ، بل هناك وقت لديك غير المحكوم عليه بالاعدام الذى استنفذ كل وقته ولم يبقى لديه سوى أيام ليعيشها ، وليته يعيشها ، انه يعيشها بالموت ....... حياة مختلطة برائحة الموت مع انتظاره للميعاد .

يا انسان انك حر طليق ولم يفت الاوان ، لديك حياة وانت الذى تتحكم فيها ، لا أحدا سواك ، اذا عيشها ، ناضل ، جاهد ، جاهد حتى نفسك ، وجاهد كل فكرة تأتيك تحرمك من الحياة .

تذكر ان السجن ليس معناه سجن الجدران ....... بل هو ايضا سجن فكرك انت .

شكرا أميرة
موضوع جميل وأدعوا الله ان لا اسجن داخل نفسى

تحياتى

اللهم آمين استاذى ....... اسمح لى استاذى بشرح القصد من مقالى هذا ....... ان للسجن انواع عديدة

اشهرها سجن الجدران كما نعلم وهى الحالة الوحيدة التى فيها يكون الانسان مقيدة حريته دون ارادته

بينما هناك انواع اخرى من صور السجن وفيها الانسان يملك حرية التصرف وليس مقيد لكنه مقيد برغبته ........ مسيطرة عليه فكرة ما هى التى تكون سجنه ....... وضربت عدة امثلة للفكرة الهدامة التى تسجن الانسان وتقيده وتجعله ساكن بدون حراك ولا يريد ان يغيرها ......... مثل فكرة الفشل - قلة الحيلة - الحرمان - الفقر ....... وكثير من الافكار التى تجعلنا مهزومين ، ان خضعت لتلك الفكرة سيطرت علي كليا ، لذا يجب محاربتها ، بسلاح واحد وهو تذكرنا لنعم الله علينا ، لمقارنة بحالنا وحال سجين الجدران بالفعل وكيف انه لا ينعم بحرية رؤية الشمسحتى ، ابسط حق للانسان ان يرى السماء

ذاك القصد من هذا المقال ....... دعوة لتأمل ما بأيدينا ولا نبكى ولا نسجن بالذى ليس فى ايدينا

تحياتى لك استاذى

اشكرك
لكن أفهم المقصد للمقال
ودعوت الله ان لا اكون سجين نفسى
فنفسى لو أسرتنى او سرت حسب رغباتها ممكن ان تؤدى بر الى سجن الجدران وغير ذلك
فعندما اسيطر عليها ولا تتحكم فىّ ، اكون بكامل حريتى فى كل شىء

عدد الرسائل : 165 تاريخ التسجيل : 09/10/2008

شكرا اميره
كما هى العاده فى كل مواضيعك
لها ابعاد و عمق
ربنا يكفينا شر سجن النفس
فهو اقسى من سجن الجدران

اشكركم جزيلا اساتذتى ......... الجنرال وماستر هم قطبى هذا المنتدى .......... هههههههه فاكر استاذى ، انا لا امشى الا بالقطبى فى اى منتدى ........ والحمد الله حضرتك دائما احد القطبين فى كل مرة ........ تسلموا لى ......... كم سعدت بتواجدكم بمقالى هذا .......... تحياتى لكم

صدقتى يااميرة فما اقسى جدران الخيال والوهم والوحدة
انها اشد من جدران الحجر
وكما كانت تشدو كوكب الشرق

اااااااااااهاً من قيدك ادمى معصمى
ولم يكن القيد هنا القيد المكبل للحرية

وانما قيد الهوى
ولم يكن المعصم هنا اليد
وانما القلب
سلمت اناملك على طرحك

عدد الرسائل : 255 تاريخ التسجيل : 08/11/2008

نعم اميرة لا نشعر بنعمة الحرية الا بعد ان نفقدها
وكذلك كل شىء نفقده نشعر بيقيمته بعدها
اصعب احساس هو ذلك الذى وصفتيه ان اكون محرومة من حريتى لهذه الدرجة
كم هو قاسى وادعو الله الا اجربه
كذلك سجن الفكر هو ايضا احساس قاسى بل مميت
ومن هنا لابد وان نوجد فى حياتنا وافكارنا بدائل حتى لا نستغرق فى فكرة او شعور ونموت بموته
فكرة البدائل هى من تجعلنا نستمر ونحيا
فندع ما فشلنا به قليلا ونمضى فى فكر اخر عله يجدى معنا
نبدل طرقاتنا حتى نصل للطريق الذى يريحنا

شكرا ليكى اميرة على هذا الغوص فى الكلمات
اعجبنى موضوعك جدا ...

ربنا يخليكم جدا ........ العمالقة هى من تتواجد بمقالى هذا كثير والله .......... أود ان ألخص مقالى لكم فى عجالة ......... السجن انواع وله صور عديدة ....... الصورة الوحيدة التى تسجن فيها وتفقد حريتك دون ارادتك هى سجن الجدران اى تسجن بمصلحة السجون .

لكن ليس كل هذا السجن ، بل هناك سجن بعقولنا ، بقلوبنا تغلف علي فكرة معينة تسيطر علينا لدرجة انها تحرمنا من ممارسة حريتنا .
أليكم بعض من الافكار التى ممكن ان تسجنا وتكون افكار هدامة .

- فكرة اننى محروم من شىء ما ، ولا بيدى الحيلة لكى املكها ، سيطرت تلك الفكرة عليك ، لن تنعم بما لديك وفى يديك

- فكرة انى فاشل ، سيطرت هذه الفكرة ، تحرمنا من المحاولة والمجاهدة والامل ، بل القبوع فى اليأس والاحباط لاجد نفسى محلك سر

- فكرة الغربة مثلا ، تسيطر على المغترب تسجنه بانه محروم من وطنه ومن الاهل والاحباب ، تجعله يحرم من متعة تعايش اللحظة والتنعم بما لديه وفى يديه

- فكرة ان كثرت ذنوبى واننى سىء وعاصى ، سيطرت عليك تحرمك من التوبة والاستغفار لانك سجينها فلما تخرج من سجنها وتحاول ان تبدأ من جديد بنية صافية ان لا ترجع للمعصية مرة اخرى

افكار عديدة من الممكن ان نسجن انفسنا بها وتسيطر علينا كليا طالما لا نتذكر نعم الله علينا ونتذكر النقيض ..... محروم من اشياء ليست بيدى ، عندى اشياء اخرى بيدى واملكها هذا هو الذى يذكر

تلك هى فكرتى وقصدى بهذا المقال .......... تحياتى لكما جميعا

هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

شكرا ليكى ياا أميرة
مع ان جمال اى موضوع من اى كاتب
انه يجعل القارىء يستنبط بفكره فكرة
تانية غير المقصودة من الكاتب

وده معناه فى لغة الادب ان القارىء تفاعل مع الكاتب
فى موضوعه ولكن كل بفكره

اشكرك مرة تانية ياأميرة

ممكن استاذى ........ لكن ايضا يهم الكاتب ان تصل للقراء فكرته التى يريد ان يوصلها لهم ويوضحها بالقاء الضوء عليها ........ فهذا ما اريد ان اوصل فكرى ووجهة نظرى للغير .

شكرا لك كثيرا استاذ انور على تواجدك بمقالى هذا وتواصلك معنا فيه ........ تسلم استاذى ....... تحياتى لك

موضوع جميل جدا
و نظرة جميلة جديدة للحياة ,تجعلني إيجابي أكتر و أكتر قوة أمام المشاكل
جزاكي الله خيرا يا أ/أميرة
و ربنا يرزقنا القوة في الحق آميييين.

» السجن 6 سنوات لـ"سروجى" هتك عرض طفلة رضيعة